۲ آذر ۱۴۰۳ |۲۰ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 22, 2024
گزارش تصویری

الحوزة/ قال سيد عمار الحکيم من وجهة نظرنا فإن الجمهورية الإسلامية كانت اول من استجاب لطلب المساعدة الذي اطلقه العراق وعلى كافة الجبهات

وکالة أنباء الحوزة، اشاد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم بالانتصارات المتحققة على عصابات داعش الارهابية ، واكد الحاجة الى حشد سياسي واعلامي وجماهيري ؛ لضمان تكامل الادوار.

 قال السيد عمار الحكيم في الملتقى الثقافي الاسبوعي اليوم الاربعاء " لقد شهدنا الايام الماضية انتصارات كبرى في معركتنا ضد الارهاب ، ان المعارك التي يخوضها الحشد الشعبي الآن بمعية الجيش والشرطة الاتحادية وابناء العشائر الكريمة وانضمام البيشمركة مؤخرا تمتد على مساحة جغرافية شاسعة ، والمناطق التي يراد تحريرها في هذه العملية تصل الى 6 آلاف كيلو متر مربع ، وهذه المساحة الكبيرة تمثل تحديا آخر من تحديات المعركة ، ولكن قيادة الحشد الشعبي ولله الحمد تتعامل مع هذا التحدي بجدية وحكمة ... انها حرب شوارع وتطهير مناطق ومسك الأرض وهي ليست عسكرية بين جيشين حيث تكون خطوط النار والتداخل واضحة ومحددة " .

واضاف سماحته " اننا نخوض معركة صعبة من الناحية الجغرافية والديموغرافية ، حيث المساحات الشاسعة والتداخل الكبير بين المدنيين والمسلحين وحساسية القتال في الاحياء السكنية والشوارع ، وتطهير القرى المحيطة بالمدن وتأمين خطوط الامداد بين القطعات المختلفة " .

واوضح السيد عمار الحكيم انه " في بداية المعارك كانت هناك شكوك كبيرة بقدرة قوات الحشد الشعبي على التعامل مع الانتشار الجغرافي المعقد للمسلحين وفي تطهير هذه المساحات الشاسعة ، ولكننا اليوم نجد ان القدرات اللوجستية والتعبوية قد تطورت بشكل كبير وأصبحت قوات الحشد قادرة على تحرير وتطهير مناطق واسعة من الارض في مدة زمنية قصيرة وقياسية ... اننا بحاجة الى حشد سياسي واعلامي وجماهيري يوازي الحشد العسكري لمواجهة داعش ؛ لأن تحقيق الانتصار يتطلب تكامل الادوار وما زال البعض يتعامل بطريقة خجولة بالدعم والاسناد في وقت لم يعد فيه مجال للوقوف على الحياد والمنتصف ... ان دماء شهدائنا وجرحانا ليست رخيصة لتُستهدَف تضحياتهم عبر محاولات تضليل الرأي العام ونشر الاخبار المفبركة والكاذبة للتأثير على سكان المناطق المغتصبة وشحنهم طائفيا ، فيما ان هؤلاء الابطال قدموا لتحرير وطنهم وحماية اهلهم من القاطنين في هذه المناطق وصيانة اعراضهم واموالهم ، وبعد تحرير المناطق وتطهيرها واعادة النازحين اليها يكونون قد حققوا مهمتهم الشرعية والوطنية والانسانية ... ومن الضروري التركيز على دور العشائر في المناطق المغتصبة بعملية تحريرها مع تقديم الدعم والمساعدة من قوات الحشد الشعبي والقوات العسكرية الأخرى ؛ لأن اهل المناطق المغتصبة يعرفون جيدا الطبيعة الجغرافية لمناطقهم ويميزون بين أبنائهم المدنيين والمسلحين الإرهابيين المندسين معهم ، ويدركون جيدا حجم الدمار والوحشية التي مارسها الدواعش على أهلهم وذويهم ... ان تلاحم العشائر العراقية الاصيلة في هذه المرحلة الحساسة من تأريخ وطننا يعبر عن اصالتها وموقفها الحقيقي والصادق في حربها ضد الإرهاب الأسود الذي يعيث فسادا في مناطقها وعقول بعض أبنائها المغرر بهم ... انها فرصة ثمينة لإثبات صدقية ووطنية وعراقية الكثيرين الذين لم تتوفر لهم الفرصة من قبل ليعبروا عن موقفهم تجاه الإرهاب بالأفعال لا بالأقوال ... كما نشدد دائما على أبنائنا في الحشد الشعبي بالحفاظ على أرواح المدنيين وممتلكات المواطنين وتجنب الدخول باشتباكات في المناطق المكتضة بالسكان قدر الامكان ... ان الإرهاب الداعشي ليس لديه ما يخسره وهو يتجه نحو الهزيمة ويعمل من اجل نشر ثقافة الموت والدمار ، بينما نحن كعراقيين وبكل أعراقنا ومذاهبنا وأدياننا نمتلك الكثير الذي يجب ان نحافظ عليه واوله أرواح أبنائنا المواطنين والمقاتلين في الحشد والقوات المسلحة الاخرى ، وبمنح دور فعّال لأبناء المناطق المغتصبة في عملية تحرير مناطقهم فإننا نحمي الكثير من الأرواح ونحقق تفوقاً نوعياً على العدو ونرسخ مبدأ العدو الواحد المشترك " .

وتابع سماحته قائلا " يتساءل البعض عن تقييمنا لدور التحالف الدولي في الحرب على الإرهاب بالعراق ... اننا لا نشعر بالجدية والفاعلية الكافية والمطلوبة للتحالف الدولي مقارنة بالهجمة الشرسة البربرية التي يتعرض لها العراق والعراقيون من قبل الإرهاب ... ان هؤلاء الارهابيين اثبتوا بما لا يدع مجالاً للشك انهم ضد التأريخ والحضارة والإنسانية وانهم يدمرون الآثار بعد سرقتها وهناك آلاف الضحايا الأبرياء الذين سقطوا منذ بداية هذه الهجمة البربرية وملايين النازحين ومئات القرى وعشرات البلدات المدمرة ، ومع كل هذا فإن التحالف الدولي يتعامل مع الاحداث وكأنه نزاع عسكري مسلح ويخضع لقواعد الاشتباك وعامل الوقت !!... عشرات الدول أعلنت انضمامها الى التحالف الدولي ضد الإرهاب ولكن من المؤسف ان تكون مشاركتها شبه رمزية وكأننا في استعراض عسكري !!... وليس في مواجهة ابشع تنظيم إرهابي عرفه التأريخ ... انهم يتحدثون عن جداول زمنية مخجلة !! لا تتلاءم والقدرات العسكرية الهائلة لهذه الدول المشاركة في التحالف ... ان الإرهاب يستخف كل يوم بالتحالف الدولي ويرد على عملياته الجوية بالمزيد من التدمير للمواقع التأريخية والحضارية للعراق ومزيد من الضحايا العراقيين وحملات الإرهاب الدموي المنظم ... نحن واثقون ان التحالف يستطيع ان يقدم المزيد من الدعم العسكري والاستخباري واللوجستي للعراق ... كما انه يستطيع ان يزيد من فاعلية عملياته وضرباته الجوية ويدمر البنية العسكرية لداعش في اكثر من مكان ... وان قواتنا الامنية والحشد الشعبي وابناء العشائر والبيشمركة بدأوا يأخذون المزيد من الأدوار ويمتلكون زمام المبادرة ؛ لأنهم ادركوا ان عليهم خوض معركتهم المصيرية ، معتمدين على امكانياتهم الذاتية وإرادة أبنائهم بشكل أساسي " .

وفي سياقه اشار رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم انه " في نفس الوقت نجد هناك من يتساءل عن الدور الإيراني في مواجهة الارهاب ؟!... وهناك من ينظر بعين الريبة والشك لهذا الدور ... من وجهة نظرنا فإن الجمهورية الإسلامية كانت اول من استجاب لطلب المساعدة الذي اطلقه العراق وعلى كافة الجبهات ... ابتداءً من حزام بغداد والى حدود أربيل ومن دون شروط او تحفظات سياسية !!... وفي الحروب فإن تقييم الموقف يعتمد على سرعة الاستجابة لطلبات المساعدة ... ولم تنتظر الجمهورية الإسلامية ان ينفذ الإرهاب جرائمه كي ترسل مساعداتها وانما استشعرت خطورة الموقف منذ اللحظات الأولى ... ان داعش الإرهابية تشن حملتها بأهداف معلنة واخرى خفية ومن الأهداف المعلنة هي تكفير الشيعة وابادتهم وايران تدرك انها ستكون الهدف التالي لهذا الإرهاب اذا انهارت الاسوار العراقية لا سامح الله ... وهي اليوم تقاتل الإرهاب في الخطوط الامامية ؛ لأنها تدرك انها هدف مباشر للإرهاب عن طريق البوابة العراقية ... في هذا الظرف فإن من المنطقي والطبيعي ان يكون لإيران دور فعال بهذه الحرب ؛ لأنها حربها المباشرة مع الارهاب كما هي حرب العراقيين ... وكذلك هي حرب المنطقة والعالم ككل ... ولكن للأسف البعض في منطقتنا لا يشعر بالخطر حتى يطرق بابه بصورة مباشرة !!!... ولا يتعامل مع الإرهاب بجدية حتى يضرب مدنه ويقتل أبناءه !!... وايران ليست من هذا النوع ... اننا نخوض معركة مصيرية ولسنا في نزاع مسلح محدود ... وسنقيم علاقاتنا المستقبلية مع الجميع من خلال موقفهم معنا في هذه الحرب المصيرية ... وكل من يدّعي الاهتمام بمصير العراق وحياة العراقيين عليه ان يثبت ذلك من خلال دعمه الواضح والمباشر والفعال للعراق والعراقيين في هذه الحرب التي يخوضها العراقيون دفاعا عن انفسهم ونيابة عن دول المنطقة والعالم ... ان الجمهورية الإسلامية وقفت كثيرا مع العراقيين بالأمس البعيد والقريب ... وتقف اليوم أيضا وبكافة امكانياتها ... ومن يسأل عن الدور الإيراني في الحرب على الإرهاب عليه ان يقيم دور الاخرين الذين يصل بعضهم الى حد التآمر على العراق وشعبه ... وهي فرصة نجدد فيها دعوتنا لجميع الخيرين المستعدين لمساندة العراق في مواجهة الارهاب الداعشي للتعاون المشترك في هذه المواجهة ، وتشكيل جبهة اقليمية واسعة للقضاء على الفكر والسلوك المتطرف بعيداً عن الحساسيات المذهبية وبما يعزز الامن والاستقرار في المنطقة " .

وفي محور آخر قال السيد عمار الحكيم " أننا نتلمس بوادر اتفاق وشيك بين ايران والقوى الغربية بخصوص الملف النووي ... ونحن نرحب بأي اتفاق يعزز الثقة ويحفظ الحقوق للجميع ويجنب المنطقة المزيد من التوتر ... ان الاتفاق الإيراني الغربي اذا ما تحقق سيكون عاملا إضافياً في تدعيم الجبهة المضادة للإرهاب ... وسيكون خطوة مهمة للأمام ... ان الجمهورية الإسلامية التزمت وامام العالم بسلمية مشروعها النووي ورفض انتاج واستخدام الأسلحة النووية وعلى العالم عموما والغرب خصوصا ان يحترم هذا التعهد ويتعامل معه بثقة وحسن نية ... ان الاحداث التي نعيشها والتجارب القاسية التي نخوضها تخبرنا ان الإرهاب التكفيري الدموي الأسود لهو اخطر من السلاح النووي وتأثيراته المدمرة ؛ لأن الإرهاب يدمر العقول مثلما يدمر الآثار والمدن ويقتل الأبرياء ... ان المغامرة بإضاعة هذه الفرصة الكبيرة سيفتح الباب امام الكثير من المخاطر والاحتمالات السيئة ... ونأمل ان نرى اتفاقا شاملا وعادلا في المستقبل القريب " .

وفي محور المصالحة الوطنية قال السيد عمار الحكيم " نرى أن الواقعية والمصارحة الذاتية من اهم عوامل النجاح والاستقرار ... وان المصارحة وان كانت مؤلمة في بعض الأحيان وجارحة في أحيان أخرى الا انها الطريق الوحيد للوصول الى نتائج حقيقية ومُرضية للمشكلات التي نواجهها ... وهنا نسأل انفسنا هل نحن كعراقيين بحاجة الى مصالحة وطنية ؟؟... الجواب من وجهة نظرنا هو ؛ ... نعم ... نحتاج الى مصالحة بل مصالحة حقيقية وعلى مختلف الأصعدة ولا خيار لنا سواها ... لقد تركت الاحداث تأثيراتها على المجتمع العراقي .. كما خلّفت المتغيرات الكبيرة والمتسارعة بالعراق الكثير من الجروح في اكثر من موقع ونحن بحاجة الى تضميد ومعالجة سريعة وعملية لهذه الجروح ... لقد تعرض المجتمع العراقي الى ضغوط لم يتعرض لها أي شعب في المنطقة ... ولكن هذه الضغوط وعلى الرغم من قساوتها لم تنجح في كسر البنيان الرئيس لهذا المجتمع وان عرّضته لضرر كبير ... نعم .... المجتمع العراقي تضرر وبشكل كبير ولكنه لم ينكسر او ينهار ... ولهذا فنحن بحاجة الى مصالحة وطنية حقيقية شاملة وعميقة ... ويجب ان تبتني على سلة شاملة ومتكاملة من الحلول الأمنية والسياسية والمجتمعية والتنموية ... كما نحتاج الى مصالحة من اجل العراق وليس مصالحة على حسابه ... وان نحدد على ماذا نتصالح ؟! وتحت اي سقف نتصالح ؟! ومع من نتصالح ؟! وبأي ضمانات نتصالح ؟! فهي اسئلة جوهرية ستحدد مسارات المصالحة وخارطة الطريق فيها ... ونقولها وبأسف شديد ان بعض محاولات المصالحة السابقة حكمتها المزاجية !!! والنرجسية في التعامل مع هذا الملف الحساس والشائك ... وأيضا حكمتها المصلحة والحاجة الآنية واللحظية لهذا الطرف او ذاك ... ان المصالحة ليست سلعة نشتريها او نرفع شعارها !!!... وانما هي مفهوم ورؤية ومشروع ... ومتى ما حددنا المفهوم ووضعنا الرؤية وآمنا بمشروع العراق الواحد الموحد فإننا نستطيع ان ننطلق بالمصالحة الحقيقية الانطلاقة الصحيحة ونرى نتائجها الفعالة على مساحة المجتمع العراقي " .

واشار سماحته الى ان " الارهاب يتفنن كل يوم بإضافة جريمة جديدة الى سجل جرائمه المتعددة وكان آخرها تجريف المدن الاثرية التي يمتد عمرها لآلاف السنين ... انه عمل لا يستوعبه العقل ... فقد مرت المنطقة بالكثير من الاحداث والمجرمين والمنحرفين ولكن لم نر من وصل به الاجرام الى سرقة الآثار وتدمير المدن الاثرية وهذا دليل واضح على ان ما نواجهه اسوأ إرهاب واجرام على مر التأريخ ... اننا نطلب من الدبلوماسية العراقية العمل وبالسرعة الممكنة على تشجيع المجتمع الدولي ومجلس الامن لإصدار قانون يجرم تدمير الآثار العراقية ويصفها بأنها جرائم حرب ... ان تدمير الآثار يبرهن على ان هؤلاء المجرمين لو تمكنوا من الأرض فإنهم سيكونون اسوأ من الطاعون ومن كافة الجراثيم التي عرفها الانسان ... وهذا هو نتاج الفكر المنحرف والعقيدة المزورة ، ولهذا فإن قادتنا وأئمتنا قاتلوهم على طول التأريخ ؛ لأنهم أدركوا خطورتهم وضرورة منعهم من التكاثر والانتشار " .

وقال السيد عمار الحكيم " نستذكر هذه الايام فاجعة حلبجة الاليمة بكل ما خلفتها من مرارة وقسوة ... تلك الجريمة التي راح ضحيتها آلاف الابرياء المدنيين على يد ابشع نظام استبدادي استهزأ بقيمة الانسان وكرامته ... ان المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية كبيرة في الحد من مثل هذه الجرائم البشعة من خلال الحيلولة دون تسلط الطغاة والمستبدين على رقاب الابرياء وابادتهم لإشباع ساديتهم وتعزيز سلطتهم اللا مشروعة " .

وختم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم بالقول " نشكر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على قرارها الصحيح بالتراجع عن تخفيض نفقات الطلبة المبتعثين ... كما نشكر المرجعية الدينية العليا وكافة قوى المجتمع المدني ووسائل الإعلام وكل من اسهم في شرح وتوضيح الاضرار الكبيرة لهذا القرار ... ان هذا الجهد المشترك يؤكد لنا القدرة الكبيرة على التغيير وتصحيح الأخطاء متى ما امتلكنا الرؤية الصحيحة والمتابعة الحثيثة والمشاركة الفاعلة من الجميع ... نتمنى لأبنائنا الطلبة المزيد من التوفيق ونحن بانتظار عودتهم الى ارض الوطن ؛ كي يعوضوا شعبهم ووطنهم وبمعية زملائهم من الطلبة الدارسين في الجامعات العراقية ، سنين الدمار والجهل والظلام " .

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha